أسكن الآن فيك...
فتشعلني جمرة من لهيب...
وتأخذني موجة من نعاس.
حاملاً طي قلبي هلالاً من الرونق الآدمي،
وفي البال وهج احتراس،
صاعداً كاللهيب... الوجيب...الندى.
صارخاً كالنداء... الدعاء... الصدى.
إنها رفة في عروقي التي نبه النَّسغ أمواجها...
فارتمت جدولاً من رحيق البساتين.
قلت: اسكني موطن النبض وقت الحنين.
وإلا اذبحيني على عسجد الصدر...
ثم اسكبيني كدمع المرارة
بعد انحباس.
فلماذا تكونين صاعقةً..
من سحاب... وبرقٍ..
ورعدٍ... وآس.
وأنا كيف تبغيني...شاهداً.
من زجاج المرايا...
وتنهيدة من نحاس.
أسكن الآن فيك...
فأي الممرات توصلني للشفق؟!!
إنه القفر يشهد أن الطريق انتهت؟
والمراحل نادتك لما التقت.
فالزمان يغافل أبناءه...
مثل ريح تعلقهم في رداء الغسق.
بحرنا صارخ في المدى
جبل المعجزات انفلق.
ههنا الصخر ينقدُّ من رقة الماء،
والماء ينشقَّ من قسوة الصخر،
ما بين صخر وماء...
يطاردني رجل من أرق.
آه... هل استضيف الملذات هذا المساء،
- على وحشة النفس –
أم أحتمي في حفيف الورق؟!!
غير أن التي استغرقت في الغرام،
انثنت في دمي...
واحتمت في فمي...
شعلة من ألق.
أسكن الآن فيك...
فكم طائر مرَّ بين الضلوع،
وكم أن ضلعٌ... وكم قد بكت سوسنة.
علقي ثوب هذا الهديل...
وفاتحة للرحيل...
على مرفأ الروح،
أو فاتركي للجراح السنة.
دمنا باسط وعيه للردي...
والأماني صدى...
فلتجيئي...
أيا امرأةً من رفيف ند.
ويا أجمل الأمكنة!!
فاتركي لي يدي...
وادخلي في نشيد الغدِ...
وادخلي زمن الأزمنة.